للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني:

أحوال اليوم الآخِر

أولًا: تعريف اليوم الآخر

اليوم مفرد أيَّام، مقداره من طلوع الشَّمس إلى غروبها، أو من طلوع الفجر الصَّادق إلى غروب الشَّمس، أو انتشار ضوء البصر وافتراقه، وقد يُراد به الوقت والحين نهارًا كان أو ليلًا (١)، قال ابن فارس: "الياء والواو والميم كلمةٌ واحدة، وهي اليومُ الواحدُ من الأيام" (٢).

والآخِرُ: نقيضُ المتقدِّم, قال ابن فارس: "الهمزة والخاء والراء أصلٌ واحدٌ صحيحٌ إليه ترجع فروعه وهو خلافُ التقدُّم" (٣).

ويراد باليوم الآخر يوم القيامة الذي يبعث الله - عز وجل - فيه الناس للحساب والجزاء، وإنما سُمِّى يومُ القيامة (اليومَ الآخر)؛ لأنه آخر يوم، لا يومَ بعده سواه (٤).

قال الطبري - رحمه الله -: "فإن قال قائل: وكيف لا يكون بعده يوم، ولا انقطاعَ للآخرة ولا فناء، ولا زوال؟ قيل: إنَّ اليوم عند العرب إنما سمي يومًا بليلته التي قبله، فإذا لم يتقدَّم النَّهار ليل لم يسمَّ يومًا، فيوم القيامة يوم لا ليل بعده، سوى الليلة التي قامت في صبيحتها القيامة، فذلك اليوم هو آخر الأيام، ولذلك سماه الله جل ثناؤه


(١) ينظر: القاموس المحيط ١/ ٦٢٩، تاج العروس ١٤/ ٣١٨، ٣٤/ ١٤٣، لسان العرب ٥/ ٢٣٦، المصباح المنير ٢/ ٦٢٧.
(٢) مقاييس اللغة ٦/ ١٥٩.
(٣) المرجع نفسه ١/ ٧٠.
(٤) ينظر: مجموع الفتاوى ٣/ ٢٩، فتح الباري ١/ ١١٨، معارج القبول ٢/ ٧٠٣، وجامع البيان في تأويل القرآن ١/ ٢٧١.

<<  <   >  >>