للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول:

مفهوم المريد والشيخ

أولًا: مفهوم المريد والشيخ

عرَّف ابن عربي المريد بأنه: "الذي صحَّ له الأسماء ودخل في جملة المنقطعين إلى الله بالاسم" (١).

وقال الجرجاني: "هو المجرَّد عن الإرادة" (٢).

وقيل: هو "من عزفت نفسُه عن طيِّبات الدنيا، وأعرض عن لذَّاتها لتلذُّذه بوظائف العبادات" (٣).

وعرَّفه ابن عجيبة بقوله: "هو الذي فعله حميد، ورأيه سديد، وبصره حديد، وبحره مديد، يستفيد ويفيد" (٤).

وقال أيضًا: "فهو الذي تعلَّقت إرادته بمعرفة الحق، ودخل تحت تربية المشايخ" (٥).

وقسَّم ابن عجيبة المريد إلى ثلاث مراتب، فقال: "وهي ثلاثة مراتب: إرادة التبرُّك والحرمة، وهي لمن ضعفت هِمَّته وكثرت علاقته، وإرادة الوصول إلى الحضرة، وهي لأهل التجريد (٦) وقُوَّة العزم، وإرادة الخلافة وكمال المعرفة، وهي لمن ظهرت


(١) اصطلاحات الصوفية، ص ٥٢٩.
(٢) التعريفات، ص ٢٦٩، وينظر: معجم اصطلاحات الصوفية، ص ٢٤٢.
(٣) القاموس الصوفي، ص ٢٨٨.
(٤) قوانين صوفية، ص ٤٣.
(٥) معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ص ٧٨.
(٦) التجريد: أن يتجرَّد بظاهره عن الأعراض وبباطنه عن الأعواض، ولا يأخذ من عرض الدنيا شيئًا، ولا يطلب على ما ترك منها عوضًا من عاجلٍ ولا آجل، بل يفعل ذلك لوجوب حق الله تعالى، لا لعلة غيره، ولا لسبب سواه، ويتجرَّد بسره عن ملاحظة المقامات التي يحلها، والأحوال التي ينازلها بمعنى السكون إليها. ينظر: التعرف لمذهب أهل التصوف، ص ١١.

<<  <   >  >>