للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نجابته وكملت أهليَّته وصُرِّح له بالخلافة من شيخٍ كاملٍ أو هاتفٍ صادق" (١).

فطريق التبرك يكفي فيه تعلُّم الفقه والتوحيد، وأن يكون المريد مُحبًّا لشيخه وإخوانه، وطريق الإرادة أن يلقي التلميذ بنفسه بين يدي الشيخ، فيكون كالميت بين يدي الغاسل يفعل به ما يشاء، ويُقلِّبه كيف يشاء، فمريد الإرادة يسلب إرادته لشيخه، فهو يتلقَّى الطريق من شيخه أقوالًا وأفعالًا، وإن لم يفعل ذلك فهو منازع للشيخ فيما يريد (٢).

أمَّا مفهوم الشيخ فعرَّفه القاشاني (٣) بقوله: "الإنسان الكامل في علوم الشريعة والطريقة والحقيقة، البالغ إلى حدِّ التمكين فيها لعلمه بآفات النفوس وأمراضها وأدوائها، ومعرفته بدوائها، وقدرته على شفائها، والقيام بهداها إن استعدت ووفقت لاهتدائها" (٤).

وقيل: "هو الذي سلك طريق الحق، وعرف المخاوف والمهالك، فيرشد المريد ويشير إليه بما ينفعه وما يضرُّه" (٥).


(١) معراج التشوف، ص ٣١.
(٢) ينظر: مواعظ حامدية، ص ٩ - ١٠.
(٣) عبد الرزاق جمال الدين بن أحمد الكاشاني أو القاشاني، صوفيٌّ وله مؤلفات في التصوف منها: كشف الوجوه الغر، ولطائف الإلهام، ورشح الزلال، كانت وفاته سنة ٧٣٠ هـ. ينظر: كشف الظنون ١/ ٢٢٦.
(٤) اصطلاحات الصوفية، ص ١٦٢.
(٥) معجم مصطلحات الصوفية، ص ١٤٣.

<<  <   >  >>