للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: الأحوال]

أولًا: تعريف الحال في اللغة والاصطلاح

لغة: "حلَّ المكان، وبه يحل ... نزل به، كاحتلَّه، وبه فهو حالٌّ" (١)، والحال: "نهاية الماضي وبداية المستقبل" (٢).

اصطلاحًا: "معنى يرد على القلب من غير تصنُّعٍ ولا اجتلابٍ ولا اكتساب" (٣).

قال ابن عجيبة: "الحال: معنى يرد على القلب من غير تعمُّدٍ ولا اجتلاب، ولا تسبُّبٍ ولا اكتساب" (٤).

ثم ذكر أنه قد يكون متسببًا في حصول الحال فقال: "وقد يكتسب الحال بنوع تعمُّل، كحضور حلق الذكر، واستعمال السَّماع، وقد يطلب اكتسابه بخرق عوائد النفس حين يعتريها برودة وفتور، وفرق وكسل" (٥).

وهذه الأحوال لا بدَّ من عرضها على الشرع فإن كانت موافقة له أُخذت وإلا طرحت.

فالأحوال تنقسم إلى: حال رحماني، وحال شيطاني، وما يكون لهؤلاء من خرق عادة بمكاشفة وتصرُّف عجيب، فتارة يكون من جنس ما يكون للسَّحرة والكُهَّان، وتارة يكون من الرَّحمن من جنس ما يكون من أهل التقوى والإيمان من وجل القلب،


(١) القاموس المحيط، ص ١٢٧٤.
(٢) التعريفات، ص ١١٤.
(٣) التعريفات، ص ١١٤.
(٤) معراج التشوف، ص ٤٤.
(٥) المرجع نفسه، ص ٤٣.

<<  <   >  >>