للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحسنه الآن» (١) (٢).

ويقول أيضًا في بيان حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة» (٣): "فالكلام جملة واحدة وقوله: «من أحصاها دخل الجنة» صفة لا خبر مستقبل، والمعنى: له أسماء متعددة من شأنها أنَّ من أحصاها دخل الجنَّة، وهذا لا ينفي أن يكون له أسماء غيرها، وهذا كما تقول: لفلانٍ مائة مملوك وقد أعدَّهم للجهاد، فلا ينفي هذا أن يكون له مماليك سواهم معدّون لغير الجهاد، وهذا لا خلاف بين العلماء فيه" (٤).

وأمَّا زعمه أنَّ الذي ورد بها التوقيف تسعة وتسعون فهذا لا يوافق عليه؛ لأنها مدرجة في الحديث في عدِّ الأسماء الحسنى، والصحيح أنَّ ذكر التسعة والتسعين اسمًا اجتهادٌ من العلماء لم يرد في تعيينها نصٌّ صحيحٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥).

وقال الصنعاني: "اتفق الحفَّاظ من أئمة الحديث أنَّ سردها إدراج من بعض الرواة" (٦).

[ب: شرح ابن عجيبة أسماء الله الحسنى بما يوافق معتقده الأشعري]

وذلك أنِّه يفسِّر الاسم بلازم معناه، وهو بهذه الطريقة يوافق الأشاعرة في موقفهم من الأسماء التي لا يثبتون ما تدلُّ عليه من المعاني، ومن أمثلة ذلك لدى ابن


(١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} ٦/ ٨٤، برقم ٤٧١٢.
(٢) بدائع الفوائد ١/ ١٦٦.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب (إنَّ لله مئة اسم إلا واحدًا)، ٨/ ١٠٨، رقم ٦٤١٠.
(٤) بدائع الفوائد ١/ ١٦٧.
(٥) ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية ٢٢/ ٤٨٢، تفسير ابن كثير ٢/ ٢٩٦.
(٦) سبل السلام ٤/ ١٠٨.

<<  <   >  >>