للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيوخ- فكيف يكون في عين الأدعية ما هو خطأ أو إثم أو غير ذلك، ومن أشدِّ الناس عيبًا من يتخذ حزبًا ليس بمأثورٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كان حزبًا لبعض المشايخ، وَيدَع الأحزاب النبوية التي كان يقولها سيِّد بني آدم وإمام الخلق، وحجة الله على عباده" (١).

بل وصل عند القوم أن يقال للداعي: استحضر صورة شيخك أثناء الدعاء، ولا شكَّ أنَّ في اعتقاد هذا الاستحضار ما فيه من التعلُّق بغير الله، فهو شركٌ صريحٌ والعياذ بالله.

فواجبٌ على أهل العلم إنكار البدع، قال أبو عمرو الداني (٢) "ومن الواجب على السلاطين والعلماء إنكار البدع والضلالات، وإظهار الحجج وبيان الدَّلائل من الكتاب والسُّنَّة وحجية العقل؛ حتى يُقْطَع عُذْرُهُم، وتَبْطُل شُبَهُهم وتمويهاتُهم" (٣).

سادسًا: موقف ابن عجيبة من بدع الصوفية في توحيد العبادة

تعريف البدعة في اللغة:

قال الخليل: "البَدْعُ: إحداثُ شيءٍ لم يكن له من قبلُ خلقٌ، ولا ذكرٌ ولا معرفةٌ، والله بديعُ السموات والأرض: ابتدعهما، ولم يكونا قبل ذلك شيئًا يتوهّمهما متوهِّم، وبدع الخلق، والبِدْعُ: الشَّيء الذي يكون أوَّلًا في كلِّ أمر كما قال الله - عز وجل -: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} (٤)، أي: لستُ بأوَّل مُرْسَل.


(١) مجموع الفتاوى ٢٢/ ٥٢٥.
(٢) أبو عمرو، عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر الأموي الأندلسي، القرطبي، ثم الداني، ولد سنة ٣٧١ هـ، ومن شيوخه: أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب صاحب البغوي، وهو أكبر شيخ له، وأحمد بن فراس المكي، توفي يوم نصف شوال سنة ٤٤٤ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ١٧/ ٧٧.
(٣) الرسالة الوافية، ص ٢٨٨.
(٤) سورة الأحقاف: ٩.

<<  <   >  >>