للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونقول: لقد جئت بأمرٍ بديع، أي: مبتدعٌ عجيب، وابتدعت: جئت بأمرٍ مختلفٍ لم يعرف ذلك" (١).

وقال الجوهري: "بدع: أبدعتُ الشيء: اخترعتُه لا على مثال، والله تعالى بديع السموات والأرض، والبديع: المبتدع، والبديع: المبتدَع أيضًا.

وشيءٌ بِدع بالكسر، أي: مبتدع، وفلانٌ بدع في هذا الأمر، أي: بديع، وقوم أبداع ... ، ومنه قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} والبدعة: الحدَثُ في الدين بعد الإكمال.

واستبدعه: عدَّه بديعًا، وبدَّعه: نسبه إلى البدعة، وأبدعت الراحلة، أي: كلَّت، وقد أبدع بالرَّجل، أي: كلَّت راحلته" (٢).

البدعة في الاصطلاح:

قال الشاطبي: "فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبُّد لله سبحانه.

وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة، وإنما يخصُّها بالعبادات، وأمَّا على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول: البدعة طريقةٌ في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية.

ولا بدَّ من بيان ألفاظ هذا الحدِّ فالطريقة والطريق والسبيل والسنن هي بمعنى واحد وهو ما رسم للسلوك عليه.


(١) العين ٢/ ٥٤.
(٢) الصحاح ٣/ ١١٨٣ - ١١٨٤.

<<  <   >  >>