للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سوَّاه ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة، وفضَّله عليهم بتعليمه أسماء كلِّ شيءٍ وبأن خلقه بيديه؛ وبغير ذلك، فهو وصالحو ذريته أفضل من الملائكة؛ وإن كان هؤلاء مخلوقين من طين، وهؤلاء من نور" (١).

ثانيًا: رأْيُ ابن عجيبة أنَّ الكون خُلِقَ من أجل محمَّد - صلى الله عليه وسلم -

يرى ابن عجيبة أنَّ جميع ما في الكون خُلِقَ من أجل النِّبي محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ويَسْتَدلُّ كغيره من الصوفية بشبهاتٍ أتوا بها من عند أنفسهم، وهي:

١ - حديث: "لولاك ما خُلِقَت الكونُ، أو ما خُلِقَتِ الأفلاك" (٢).

وقال في شرحه لبيتٍ من أبيات البُردة:

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةَ مَن ... لولاه لم تَخرج الدُّنيا من العَدَم

"وكيف تدعو إلى طلب الدنيا والميل إليها ضرورة مخلوق عظيم لولاه لم تخرج هي من العدم، من كان سببًا في خلق الدنيا كيف يحتاج إليها وإنما خلقت من أجله" (٣)، وشرحه لهذا البيت مستنبطٌ من الحديث الموضوع: «لولاك ما خلقت الدنيا» (٤).

٢ - حديث: «لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحقِّ محمَّدٍ لما غفرتَ


(١) مجموع الفتاوى ١١/ ٩٤.
(٢) البحر المديد ٥/ ٩، وينظر: فضائل نور سيد المرسلين وذكر أطواره في العالمين، ص ٢٧٢، تقييدان في وحدة الوجود، ص ٨.
(٣) شرح البردة، ص ٩٠.
(٤) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال عنه: هذا حديثٌ موضوعٌ لا شكَّ فيه، وفى إسناده مجهولون وضعفاء، والضعفاء أبو السكين وإبراهيم من اليسع، وقال الدارقطني: أبو السكين ضعيف, وإبراهيم ويحيى البصري متروكان، وقال أحمد بن حنبل: حرقنا حديث يحيى البصري، وقال الفلاس: كان كذَّابًا يحدث أحاديث موضوعة. وقال الدارقطني: متروك. ينظر: الموضوعات ١/ ٢٩٨.

<<  <   >  >>