للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: زعم ابن عجيبة أنَّ الخضر - عليه السلام - حيٌّ وأنه خاطبه

يزعم ابن عجيبة أنَّ الخضر - عليه السلام - حيٌّ قال: "وقال جمهور الأولياء: أنه حي، وقد لقيه كثيرٌ من الصلحاء والأولياء، حتى تواتر عنهم حياته" (١).

وأورد قصة لقائه مع الخضر.

قال: "وقد التقيت مع الخضر - عليه السلام - في مقصورة جامع الجعيدي أخذتني الغيبة فرأيته رجلًا ضخمًا كبير اللحية فقرَّب مني حتى مسَّ شعر لحيته وجهي، وتكلَّمت معه بكلام غاب عنِّي اليوم لطول العهد به" (٢).

ودلَّ على ذلك إقراره للقصة التي نقلها ولم يعلَّق عليها.

والقصة عن أحد الصوفية أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وسلَّم عليه وقال له: "يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن الخضر أخبرني أنه سمع منك هذا الحديث، فقال - صلى الله عليه وسلم -: صدق الخضر وكل ما يحكيه حق، وهو عالم أهل الأرض، وهو رئيس الأبدال، وهو جنود الله في الأرض" (٣).

بل قال ابن عجيبة أثناء ذكره لآداب المريد مع الشيخ:

وسلِّم له فيما تراه وإن يكن ... على غيرِ مشروعٍ فثمَّ مخادعُ

وفي قصةِ الخضرِ الكريمِ كفايةٌ ... بقتلِ غلامٍ والكليمُ يدافعُ (٤)

وهذا قياسٌ مع الفارق، فقتل الغلام دليل على نبوة الخضر - عليه السلام -.

قال ابن كثير - رحمه الله -: "إنَّ الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام وما ذاك إلا للوحي


(١) البحر المديد ٣/ ٢٨٨.
(٢) الفهرسة، ص ٧٥.
(٣) اللوائح القدسية في شرح الوظيفة الزروقية، ص ١٥٦.
(٤) الفهرسة، ص ٦٦.

<<  <   >  >>