(٢) البحر المديد ١/ ٧٥. (٣) الروافض: هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ويسبونهم وينتقصونهم ويكفِّرون الصحابة - رضي الله عنهم - إلا نفرًا يسيرًا، ومنهم علي، وعمَّار، وسلمان - رضي الله عنهم -، قال عبد الله بن أحمد: سألتُ أبي عن الرافضة؟ فقال: الذين يسبون أو يشتمون أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما -، وقال: قلتُ لأبي: من الرافضي؟ قال: "الذي يسب أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما -، وقيل سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، وقيل لرفضهم الحق، وأقول إنهم يحملون عقائد خطيرة منها: انتقاص الرَّبِّ - عز وجل -، وتأليه الأئمة وتحكيم غير شرع الله. ينظر: السُّنَّة للإمام أحمد، ص ٨١، طبقات الحنابلة ١/ ٣٣، والسُّنَّة، لعبد الله بن أحمد ٢/ ٥٤٨، السُّنَّة، للخلال، ص ٤٩٢ رقم ٧٧٧، منهاج السُّنَّة ١/ ٨، الحجة في بيان المحجة، لأبي القاسم التيمي ٢/ ٤٧٨. وذهبت الغرابية إلى أنَّ الله تعالى لم يبعث محمَّدًا نبيًّا ولم يرسل إليه جبريل - عليه السلام - بالرسالة، ولكنه أرسله إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وكان محمَّد - صلى الله عليه وسلم - أشبه بعليٍّ من الغراب بالغراب، وقد بعث الله جبريل إلى علي فغلط جبريل في تبليغ الرِّسالة إلى علي بن أبي طالب، فبلَّغها إلى محمَّد بن عبد الله، قال شاعرهم: (غلطِ الأمينُ فحادها عن حيدرة)، ويلعنون صاحب الريش، ويعنون به جبريل - عليه السلام -.
وهذا لا شكَّ في بطلانه قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} الفتح: ٢٩، وقال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} آل عمران: ١٤٤، وقال تعالى {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} الأحزاب: ٤٠، ينظر: السيوف المشرقة ومختصر الصواقع المحرقة، ص ٤٢٢.