للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادسًا: تفاضل آيات القرآن

يرى ابن عجيبة أنَّ آيات القرآن تتفاضل فيقول: "أمُّ القرآن، لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل مثلها، وأنها أعظمُ سورةٍ في القرآن، وكذلك ما ورد في سورة البقرة، أنها أعظم سورة، وكذلك آية الكرسي، وفي سورة الإخلاص، والمعوذتين، وهذه الآيات أفضل من غيرها" (١).

والقول بأنَّ كلام الله - عز وجل - بعضه أفضل من بعض هو قولٌ مأثورٌ عن السَّلف.

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أن للمتأخرين قولين مشهورين في تفاضل القرآن في نفسه، وهل يكون بعضه أفضل من بعض أم لا؟

١ - القول الأول: أنَّه لا يتفاضل في نفسه؛ لأنه كلام الله - عز وجل - وكلام الله صفة له، وصفة الله لا تتفاضل، لا سيَّما مع القول بأنه قديمٌ فإنَّ القديم لا يتفاضل.

٢ - القول الثاني: أنَّ بعض القرآن أفضل من بعض، وهذا هو قول الأكثرين من السَّلف (٢).

وقال أيضًا: "والصَّواب الذي عليه جمهور السَّلف والأئمة أنَّ بعض كلام الله - عز وجل - أفضل من بعض كما دلَّ على ذلك الشَّرع والعقل" (٣).

وذكر أيضًا: أنَّ القرآن كلام الله - عز وجل - والكلام يشرفُ بشرف المُتكَلِّم به، ويشرف بشرف المتكلَّم فيه، فما أخبر الله به عن نفسه كقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (٤) أعظم مما أخبر به عن خلقه كقوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (٥)،


(١) تفسير الفاتحة الكبير، ص ٧٩.
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى ١٧/ ٢٠٨ - ٢٠٩.
(٣) درء تعارض العقل والنقل ٧/ ٢٧٢.
(٤) سورة الإخلاص: ١.
(٥) سورة المسد: ١.

<<  <   >  >>