للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم -: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، والذي نفسي محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار، قيل يا رسول الله من هم: قال: الجماعة» (١).

وكما هو معلوم بأنَّ الطرق الصوفية كثيرة جدًا ومن الصعب حصرها؛ لكن سأذكر طرقها الكبار وما يتفرَّع منها، وفيما يلي التعريف بها إجمالًا.

[١ - الطريقة القادرية]

من الطرق الواسعة الانتشار في المغرب، ومؤسِّسها أبو محمد عبد القادر الجيلاني، المولود في جيلان وراء طبرستان عام ٤٧١ هـ، ثم انتقل إلى بغداد إلى أن توفي عام ٥٦١ هـ، ويؤكد مؤسس الطريقة على أن واجب السالك في الطريقة أن يتمسَّك بالقرآن الكريم والسُّنَّة النبوية، وما كان عليه سلف الأمة، فيقول: "فالذي


(١) أخرجه ابن ماجه في الفتن ٢/ ١٣٢٢، رقم ٣٩٩٢، وابن أبي عاصم في السُّنَّة، باب فيما أخبر به النبي أنَّ أُمَّته ستفترق ١/ ٣٢: ٦٣)، كلاهما عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي، ثنا عباد بن يوسف، ثنا صفوان بن عمرو بن راشد بن سعد عن عوف بن مالك، ورواه اللالكائي في شرح الأصول ١/ ١٠١: ١٤٩، من طريق عمرو بن عثمان الحمصي به بلفظه، وفيه عباد بن يوسف وهو صدوق يغرب كما قال الذهبي في الكاشف وبقية رجاله ثقات.

ومنها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ بني إسرائيل تفرَّقوا على اثنتين وسبعين» الحديث أخرجه الآجري في الشريعة، باب ذكر افتراق الأمم في دينهم ص ١٥ - ١٦، بطريقين عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، وفيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو ضعيف، ومنها حديث سعد بن وقاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين ملَّة» بمعناه من طريق أبي بكر بن عياش عن موسى بن عبيدة عن ابنة سعد عن أبيها، والحديث بشواهده الكثيرة ومتابعاته صحيحٌ قطعًا، بل بعض طرقه صحيحة لذاتها كما سبق، ينظر: السلسة الصحيحة للألباني ٣/ ٤٨٠.

<<  <   >  >>