للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال عنهم بأنهم يقولون: "إنَّ الله تعالى لا يرى أصلًا وأنه ليس له في الحقيقة اسم ولا صفة، ويصرِّحون بأنَّ ذات الكلب والخنزير والبول والعذرة عين وجوده، تعالى الله عمَّا يقولون" (١).

وقال: إنَّ هذا قول (٢) الصدر القونوي الرومي (٣).

الثالثة: القائلون ما ثَمَّ غير الله، ولا سوى بأيِّ وجه

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - قولهم: "ما ثَمَّ غير ولا سوى بوجه من الوجوه، وأنَّ العبد إنما يشهد السوى ما دام محجوبًا فإذا انكشف حجابه رأى أنه ما ثَمَّ غير يبين له الأمر" (٤).

ثم ذكر - رحمه الله - أنَّ هذا القول، هو رأي التلمساني (٥).

وقال شيخ الإسلام عنه: فهو أخبث القوم وأعمقهم في الكفر؛ لأنه لا يفرِّق بين الوجود والثبوت ولا يفرِّق بين المطلق والمعيَّن (٦).


(١) مجموع الفتاوى ٢/ ٤٧١.
(٢) المرجع نفسه ٢/ ٤٧١.
(٣) هو: محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف بن علي القونوي الرومي، صدر الدين، صوفيٌّ من كبار تلاميذ محيي الدين ابن العربي، ولد في قونية بتركيا، وتزوج ابن العربيّ أمه، ورباه، وكان شافعيَّ المذهب، من مصنفاته: النصوص في تحقيق الطور المخصوص، اللمعة النورانية في مشكلات الشجرة النعمانية لابن عربي، وإعجاز البيان، توفي سنة ٦٧٢ هـ. ينظر: الأعلام ٦/ ٣٠.
(٤) مجموع الفتاوى ٢/ ٤٧١.
(٥) هو: سليمان بن علي بن عبد الله بن علي الكُومي التلمساني ولد سنة ٦١٠ هـ، عفيف الدين شاعر، كوميّ الأصل، من قبيلة كومة، تنقل في بلاد الروم وسكن دمشق، فباشر فيها بعض الأعمال، وأخذ التصوف عن القونوي، وكان يتصوف ويتكلَّم على اصطلاح القوم يتبع طريقة ابن العربي، توفي سنة ٦٩٠ هـ. ينظر: العبر ٣/ ٣٧٢، الأعلام ٣/ ١٣٠.
(٦) مجموع الفتاوى ٢/ ٤٧١ - ٤٧٢.

<<  <   >  >>