للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سعيد بن المسيب (١): "الملائكة ليسوا ذكورًا ولا إناثًا، ولا يأكلون، ولا يشربون، ولا يتناكحون ولا يتوالدون" (٢).

رابعًا: قدرتهم على التشكُّل، أو التمثُّل (٣)

قال ابن عجيبة: "يتشكَّلون كيف شاءوا" (٤).

أعطى الله - عز وجل - الملائكة قدرةً على التشكُّل، ودلَّت النصوص من الوحيين على ظهور الملائكة للأنبياء وغيرهم بصورةِ بشر.

الأدلة من القرآن:

قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} (٥)، وهم الذين ذهبوا إلى لوط - عليه السلام - قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} (٦).

قال ابن كثير: "تبدَّى لهم الملائكة في صورة شباب حسان امتحانًا واختبارًا حتى قامت على قوم لوطٍ الحُجَّة وأخذهم الله - عز وجل - أخذ عزيزٍ مقتدر" (٧).


(١) هو: سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي، ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر - رضي الله عنه -، وتوفي سنة ٩٣ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٢٢.
(٢) فتح الباري ٦/ ٣٠٦.
(٣) ذكر في القرآن {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} سورة مريم: ١٤.
(٤) البحر المديد ٥/ ٥٠٩.
(٥) سورة الذاريات: ٢٤ - ٢٥.
(٦) سورة هود: ٧٧ - ٧٨.
(٧) البداية والنهاية ١/ ١٦٨.

<<  <   >  >>