للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني:

الصلة بين المريد والشيخ

أولًا: الطاعة التامَّة والتعظيم المفرط

الصلة بين المريد والشيخ قائمة على الطاعة التامَّة لكلِّ ما يأمر به الشيخ ظاهرًا وباطنًا، "ولو اعترض المريد على الشيخ باطنًا فذلك يوجب التوبة وتجديد العهد" (١).

ولا بدَّ من تعظيم المريد لشيخه، يقول ابن عجيبة: "ينبغي للمريد الذي تحقق بخصوصية شيخه أن يلاعن من يخاصمه فيه، ويبعد عنه كلَّ البعد، ولا يهين له لئلا يركبه، ويدفع عن شيخه ما استطاع؛ فإنَّ هذا من التعظيم الذي هو سببٌ في سعادة المريد، ولا يصغي إلى المفسدين الطاعنين في أنصار الدين، قلتُ: وقد جاءني بعض من ينتسب إلى العلم من أهل فاس، فقال لي: قد اتفقت علماء فاس على بدعة شيخكم، فقلتُ له: لو اتفق أهل السَّماوات السبع والأرضين السبع على أنه من أهل البدعة لقلتُ أنا: إنه من أهل السُّنَّة؛ لأني تحقَّقت بخصوصيته، كالشَّمس في أفق السَّماء ليس دونها سحاب" (٢).

وقال أيضًا: "ما زال الفقراء يعظمِّون أشياخهم، ويبالغون في ذلك حتى يُقبِّلون أرجلهم والتراب بين أيديهم ويجتهدون في خدمتهم ... " (٣).

بل عدَّ بعض المتصوفة أنَّ مجرَّد الاعتراض على الشيخ "سمٌّ قاتلٌ وداءٌ عاضل" (٤).


(١) ينظر: بغية السالك في أشرف المسالك ١/ ١٢٦.
(٢) البحر المديد ١/ ٣٦٤، ٣٧٤.
(٣) المرجع نفسه ١/ ٢٧٤.
(٤) المنهاج الواضح في تحقيق كرامات أبي محمد صالح، ص ٨٢.

<<  <   >  >>