للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رهبانية لم يشرعها الإسلام، وأحدثوا مجاهدات مبتدعة موهومة لتحقيق التقوى ... وأمَّا مجرد تعذيب النفس والبدن من غير منفعة راجحة فليس هذا مشروعًا لنا بل أمرنا الله بما ينفعنا ونهانا عما يضرنا" (١).

والتقوى إذا كان صاحبها معتصمًا بالكتاب والسُّنَّة كان في خير، وبمنأى عن قياس فلسفي أو خيال صوفي نتيجة رياضة النفس، قال ابن تيمية - رحمه الله -: "الحق أنَّ التقوى وتصفية القلب من أعظم الأسباب على نيل العلم، لكن لا بدَّ من الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة في العلم والعمل، ولا يمكن أنَّ أحدًا بعد الرسول يعلم ما أخبر به الرسول من الغيب بنفسه بلا واسطة الرسول، ولا يستغني أحد في معرفة الغيب عمَّا جاء به الرسول، وكلام الرسول مبيِّن للحق بنفسه، ليس كشف أحد ولا قياسه عيارًا عليه، فما وافق كشف الإنسان وقياسه وافقه، وما لم يكن كذلك خالفه، بل ما يسمى كشفًا وقياسًا هو مخالف للرسول فهذا قياس فاسد وخيال فاسد" (٢).

فغاية الإنسان أن يجعل عبادته وأعماله لوجه الله - عز وجل -، متبعًا في ذلك سُنَّة نبيِّنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، مبتعدًا عن كلِّ مشقَّة مؤذية للنَّفس والبدن، قال الله - عز وجل -: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (٣).


(١) مجموع الفتاوى ٢٢/ ٣١٢، بتصرف.
(٢) الرد على المنطقيين، ص ٥١١.
(٣) سورة البقرة: ٢٨٦.

<<  <   >  >>