للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرباني والفرد الصمداني قدوة السالكين، ومنار الواصلين، الجامع بين الشريعة والحقيقة، والمتغلغل في علوم القوم، المترقِّي في الذوق والإلهام، ثم أخذ بعد ذلك يتحدث عن التربية النبوية عند ابن عجيبة (١).

ومن المؤيدين لإخراج تراثه الصوفي الدكتور عبد المجيد الصغير الذي قال: جدير بأن يحظى تراث ابن عجيبة باهتمام الدارسين المعاصرين والعلماء المحققين الأكفاء، وإنَّ مسؤولية جامعة عبد المالك السعدي بتطوان لكبيرة بمعية النخبة المثقَّفة في هذه المدينة التي شهدت أعجب تجربة صوفية، تجربة ابن عجيبة التي شغلت الخاص والعام، وأشار إلى رفض ابن عجيبة لقضية الحلول والاتحاد بقوله: ليس بالغريب أن نجد ابن عجيبة وهو المتصوف والفقيه السُّنِّي الذي لم يفتأ يؤكد نفوره من نظرية الحلول والاتحاد (٢).

[د- امتداد الطريقة الدرقاوية.]

لقد كان ابن عجيبة أحد المتصوفة المعروفين بشمال المغرب (تطوان)، وقضى معظم حياته فيها إلا أن شفشاون (٣) قد تأثرت بطريقته؛ لأنه كان يتردد على شيخه البوزيدي في مدينة شفشاون في الشمال؛ فأُسِّست زاوية باسم ابن عجيبة في مدينة شفشاون في زمن ابنه عبد القادر المتوفى سنة ١٣١٣ هـ، ولا زالت هذه الزاوية


(١) ينظر: أعمال ندوة الشيخ أحمد ابن عجيبة المفكر والعلم الصوفي، ص ٩ - ١٠ - ١١.
(٢) ينظر: ماذا بقي من فكر ابن عجيبة، رسالة ضمن كتاب خصوصية التجربة الصوفية في المغرب مفاهيم وتجليات، ص ١٨٠ - ١٨١، ١٩٦.
(٣) شفشاون: مدينة في شمال المغرب، وهي مركز إقليم شفشاون، اختطت في حدود سنة ٨٧٦ هـ على يد الحسن بن محمد بن الحسن ينتهي نسبه إلى أبي محمد عبد السلام بن مشيش؛ لتحصين المسلمين من نصارى سبته؛ لأنهم عندما استولوا عليها كانوا يتطاولون على أهلها. ينظر: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ٤/ ١٢١.

<<  <   >  >>