فقد كان يلبسه في بعض الأوقات لم يكن لبسه شهرة عند العرب، وأمَّا ما يروى في فضل لبسه فمن الموضوعات التي لا يثبت منها شيء" (١).
ثالثًا: آداب المريد مع شيخه
ذكر ابن عجيبة جملة من الآداب التي تجب على المريد مع شيخه، فقال: "وأمَّا الآداب التي تكون مع الشيخ فمرجعها إلى ثمانية أمور، أربعة ظاهرة، وأربعة باطنة، فأمَّا الظاهرة:
فأولها: امتثال أمره وإن ظهر له خلافه، واجتناب نهيه وإن كان حتفه، فخطأ الشيخ أحسن من صواب المريد.
وثانيها: السَّكينة والوقار في الجلوس بين يديه، فلا يضحك بين يديه، ولا يرفع صوته عليه، ولا يتكلَّم حتى يستدعيه للكلام أو يفهم عنه بقرائن الأحوال، كحال المذاكرة، بخفض صوت ورفق ولين، ولا يأكل معه، ولا بين يديه، ولا ينام معه أو قريبًا منه.
وثالثهما: المبادرة إلى خدمته بقدر الإمكان، بنفسه، أو بماله، أو بقوله، فخدمة الرَّجال سبب الوصال لمولى الموالي.
ورابعهما: دوام حضور مجلسه.
وأما الآداب الباطنية:
فأولها: اعتقاد كماله، وأنه أهلٌ للشيخوخة والتربية؛ لجمعه بين شريعةٍ وحقيقة، وبين جذبٍ وسلوك، وأنه على قدم النَّبي - صلى الله عليه وسلم -.