للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول ابن سبعين: "الله فقط هو الكلُّ بالمطابقة" (١).

قال ابن عجيبة: "ألا يرى في الوجود إلا الله، ولا يشهد معه سواه فيغيب عن النظر إلى الأكوان في شهود المكوّن" (٢).

وقال أيضًا: "إنَّ ما سوى الحق خيالٌ وهمي، لا حقيقة لوجوده" (٣).

وعند شرحه لوحدة الوجود قال: "الحق تعالى محالٌ في حقه الحجاب، فلا يحجبه شيء؛ لأنه ظهر بكلِّ شيءٍ وقبل كلِّ شيء وبعد كلِّ شيء، فلا ظاهر معه، ولا موجود سواه" (٤).

تلك بعض التعريفات والشروح التي بيَّنت المقصود من وحدة الوجود.

ولقد أبان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أقوال الصوفية في وحدة الوجود، وأنها وإن تعددت "إلا أنَّ حقيقة أمرهم أنهم يرون أنَّ عين وجود الحق هو عين وجود الخلق، وأنَّ وجود ذات الله خالق السَّموات والأرض هي نفس وجود المخلوقات" (٥).

وذكر - رحمه الله - أنهم تفرَّقوا إلى ثلاثة طرق:

الأُولى: القائلون: بثبوت الذوات كلها في العدم (٦).


(١) رسائل ابن سبعين, ص ١٩٢.
(٢) البحر المديد ١/ ١٩٢، ٥/ ٣٤٧، وينظر: الجواهر العجيبة, ص ٢٢.
(٣) إيقاظ الهمم, ص ١٠٥.
(٤) المرجع نفسه ١/ ٦٤ - ٦٥.
(٥) مجموع الفتاوى ٢/ ٤٦٦.
(٦) "كما يقوله كثير من المعتزلة والرافضة -وهو مذهب باطل بالعقل الموافق للكتاب والسُّنَّة والإجماع، وكثير من متكلمة أهل الإثبات كالقاضي أبي بكر- كفر من يقول بهذا، وإنما غلط هؤلاء من حيث لم يفرقوا بين علم الله بالأشياء قبل كونها وأنها مثبتة عنده في أم الكتاب في اللوح المحفوظ وبين ثبوتها في الخارج عن علم الله تعالى فإنَّ مذهب المسلمين أهل السُّنَّة والجماعة أن الله - سبحانه وتعالى - كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق قبل أن يخلقها فيفرقون بين الوجود العلمي وبين الوجود العيني الخارجي". مجموع الفتاوى ٢/ ٤٦٦.

<<  <   >  >>