للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجب على المبتدئ في هذه الطريقة الاعتقاد الصحيح الذي هو الأساس، فيكون على عقيدة السلف الصالح" (١).

ولكن أتباع الطريقة القادرية نسبوا له أمورًا مبتدعة لا يقدر عليها إلا الله - عز وجل - من علوم الغيب، والتصرُّف في الكون، وإحياء الموتى (٢).

ولعل أول من نشر تعاليم هذه الطريقة في المغرب العربي هو أبو مدين دفين تلمسان المتوفى سنة ٥٩٨ هـ (٣)، وتقوم هذه الطريقة على الذكر الجهري، والرياضة الشاقة، وتقليل الأكل، ويأتي في أصول الطريقة القادرية بوجوب طاعة المريد لشيخه ولا يخالفه في ما يوجهه إليه (٤).

[٢ - الطريقة الشاذلية]

نشأت بتونس، ومؤسسها هو المغربي أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم الحسن الشهير بالشاذلي، نسبةً إلى شاذلة وهي قرية على بعد عشرين كلم من مدينة تونس شمالًا، ولد في المغرب سنة ٥٩٣ هـ (٥)، ومنهجه الصوفي قائم على تقديس المريد لشيخه، وإيثار أقواله وأفعاله (٦)، ولقد زعم أنه مستجاب الدعوة، فهو يقول: "سألت الله أن يكون القطب الغوث من بيتي إلى يوم القيامة، فسمعت النداء: يا علي قد استجيب لك" (٧)، وهو يزعم أنه يعلم الغيب -


(١) الغنية لطالبي طريق الحق ٢/ ٥٩٠، ٥٩٣.
(٢) ينظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب ١/ ٢٥٨.
(٣) ينظر: أضواء على أحمد التجاني وأتباعه، ص ١٣.
(٤) ينظر: موسوعة التصوف، ص ٢٣٠.
(٥) ينظر: المفاخر العلية في المآثر الشاذلية، ص ١٠، موسوعة التصوف، ص ٣٠٠.
(٦) المرجع نفسه، ص ١٣٠.
(٧) نفسه، ص ١٣٠.

<<  <   >  >>