للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون ذلك جنيًا، فإن الملائكة لا تعين على الشرك والإفك، والإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} (١)، قال طائفة من السلف: كان أقوام يدعون الملائكة والأنبياء، وعزير والمسيح، فبيَّن الله تعالى أنَّ الملائكة والأنبياء عباد الله كما أنَّ الذين يعبدونهم عباد الله، وبيَّن أنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ويتقربون إليه كما يفعل سائر عباده الصالحين (٢).

والذي ظهر أنهم يقصدون بالسر في الشيخ، الألوهية فيه -تعالى الله عما يقولون (٣).

ولقد استدل ابن عجيبة بآيات الكتاب على عقائد الصوفية الباطلة، منها:

أولًا: مسألة: تقسيم الدين إلى حقيقة وشريعة وأدلته عليها

قال: "علم الحقيقة هو علم الباطن، والشريعة تكليف الظواهر، والحقيقة شهود الحق في تجليات المظاهر، وظاهر الشرع هو: العلم الظاهر وهو العلم المنقول، والعلم الباطن هو العلم الموهوب" (٤).

لم ترد عبارة الحقيقة والشريعة والتمييز بينهما في كلام الصحابة - رضي الله عنهم - ولا كلام التابعين، وإنما ذلك من ألفاظ الصوفية واصطلاحاتهم (٥).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وقد شاع في كلام كثير من الناس: علم الظاهر وعلم الباطن وأهل الظاهر وأهل الباطن ودخل في هذه العبارات حق وباطل


(١) سورة الإسراء: ٥٦.
(٢) مجموع فتاوى ابن باز ٩/ ١١٢.
(٣) ينظر: شرح كشف الشبهات، ص ١٢٤.
(٤) الفتوحات الإلهية، ص ٣٢٧، ٣٣٣.
(٥) البحر المحيط ٤/ ٦٩، وينظر: تلبيس إبليس، ص ٢٨٧.

<<  <   >  >>