للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: الحلول والاتحاد]

تعتبر عقيدة الحلول والاتحاد من العقائد التي سرت إلى بعض غلاة الصوفية ممن ينتسب للإسلام، وهي عقيدة قديمة ظهرت في الأديان الوثنية القديمة، ثم سرت إلى النصرانية، ثم إلى بعض من انتسب للإسلام وخصوصًا المتقدِّمين من غلاة الشيعة (١)، وسيتضح إن شاء الله من خلال سبر أقوال ابن عجيبة موقفه من قضية الحلول والاتحاد.

أولًا: تعريف الحلول والاتحاد.

الحلول هو: "عبارة عن اتحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر، كحلول ماء الورد في الورد، فيسمَّى الساري حالًا، والمسري فيه محلًّا" (٢).

وكذلك يراد به -عند من يعتقده- أن تحل الذات الإلهية في الذات البشرية، ويصبح المخلوق ظرفًا، لخالقه، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرا (٣).

وينقسم إلى قسمين:

حلول خاص: كالنَّصارى والغالية من هذه الأمة الذين يقولون بالحلول إمَّا في علي - رضي الله عنه - أو غيره.

حلول عام: كالذين يقولون في جميع المخلوقات نحوًا مما قالته النصارى في المسيح - عليه السلام - أو ما هو شرٌّ منه (٤).


(١) ينظر الحركات الباطنية، ص ٣٥٦.
(٢) التعريفات، ص ٢٦.
(٣) ينظر: المرجع نفسه، ص ١٢٥، المعجم الصوفي، ص ٨١، المعجم الفلسفي، ص ١٠٦.
(٤) ينظر: درء تعارض العقل والنقل ٦/ ١٥١.

<<  <   >  >>