للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقولهم في الصفات مبنيٌّ على أصلين:

أحدهما: أنَّ الله - عز وجل - منزَّه عن صفات النقص مطلقًا كالسِّنة، والنوم، والعجز، والجهل، وغير ذلك.

والثاني: أنه متصفٌ بصفات الكمال التي لا نقص فيها على وجهِ الاختصاص بما له من الصفات، فلا يماثله شيءٌ من المخلوقات في شيءٍ من الصفات" (١).

رابعًا: الأسس الثلاثة التي يرتكز عليها معتقد أهل السُّنَّة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته

الأساس الأول: الإيمان بما وردت به نصوص القرآن والسُّنَّة الصحيحة من أسماء الله وصفاته إثباتًا ونفيًا.

الأساس الثاني: تنزيه الله عن أن يُشْبِهَ شيءٌ من صفاته شيئًا من صفات المخلوقين.

الأساس الثالث: قطع الطمع عن إدراك كيفية اتصاف الله بتلك الصفات (٢).

خامسًا: موقفه من أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى

لا ريب أنَّ باب الأسماء والصفات من أهم مباحث العقيدة، فمن ظفر به فقد فاز وغنم، ومن صُرف عنه فقد خسر وحُرم (٣)، وابن عجيبة فاته كثيرٌ من فضائل هذا الباب؛ نظرًا لمعتقده الأشعري الصوفي، فقد سلك مسالك خالف فيها عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة، وإن كان في بعض الأمور وافق أهل السُّنَّة قولًا، ولكن خالفهم عمليًّا، وسيأتي بيان ذلك في الأمور الآتية:


(١) منهاج السُّنَّة ٢/ ٥٢٣.
(٢) ينظر: منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات، ص ٢٥.
(٣) ينظر: تهذيب السنن ١/ ٩٢ - ٩٣.

<<  <   >  >>