للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عجيبة -عفا الله عنَّا وعنه- ما يلي:

١ - اسم الله (العلي)، "فسَّره بعلو الشرف والمكانة، ونفى دلالته على علو الله - عز وجل - " الذاتي (١).

٢ - اسم الله (النور)، "فسَّره بمنوِّر السموات والأرض" (٢).

٣ - اسم الله (الحليم): أول المعنى بقوله: "الذي لا يعاجل بالعقوبة لمن يستحقها" (٣).

وأهل السُّنَّة والجماعة لا يخالفون في تفسير الاسم بلازم معناه مع إثبات ما يدلُّ عليه من الصفة؛ ولكن المحذور لديهم أن يفسَّر الاسم بلازمه مع نفي ما يدلُّ عليه من الصفات؛ لذا كان من المقرَّر لديهم أنَّ الإيمان بأسماء الله تعالى لا يتم إلا بثلاثة أركان، كما مرَّ معنا في تقرير عقيدة أهل السُّنَّة الجماعة، وهي: الإيمان بالاسم، وبما دلَّ عليه من معنى، وبما تعلَّق به من أثر، فأهل السُّنَّة يثبتون الاسم حقيقة لله - عز وجل -، ويعتقدون أنَّ كل اسمٍ من أسماء الله - عز وجل - يدلُّ على معنى، وهو الذي يُسمَّى بالصفة، فعندما يثبتون اسم (الله) - عز وجل -، يثبتونه حقيقة، قال ابن تيمية: "وقد اتفق جميع أهل الإثبات على أنَّ الله حيٌّ حقيقة عليمٌ حقيقة قديرٌ حقيقة سميعٌ حقيقة بصيرٌ حقيقة" (٤).

وينزهون الله - عز وجل - عن مشابهة المخلوقين؛ لأنه عُلم من طريق المشاهدة أنَّ بعض المخلوقات تتفق في الأسماء وتختلف في الحقيقة والكيفية، فأنت تشاهد -على


(١) تفسير سورة الفاتحة، ص ١٤٥.
(٢) المرجع نفسه، ص ١٨٢.
(٣) نفسه، ص ١٤١.
(٤) مجموع الفتاوى ٥/ ١٦٩.

<<  <   >  >>