للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله - سبحانه وتعالى - من أحياه ألف سنة إلا خمسين عامًا وجعله آيةً فكيف بمن أحياه إلى آخر الدهر، ولهذا قال بعض أهل العلم: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان.

الوجه السادس: أنَّ القول بحياة الخضر قول على الله بلا علم وذلك حرامٌ بنصِّ القرآن، قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (١).

أما المقدمة الثانية فظاهره، وأما الأولى فإنَّ حياته لو كانت ثابتة لدلَّ عليها القرآن أو السُّنَّة أو إجماع الأُمَّة فهذا كتاب الله تعالى فأين فيه حياة الخضر وهذه سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأين فيها ما يدلُّ على ذلك بوجه، وهؤلاء علماء الأمة هل أجمعوا على حياته؟.

الوجه السابع: أنه لو كان حيًّا لكان جهاده الكفار ورباطه في سبيل الله - عز وجل - ومقامه في الصف ساعة وحضوره الجمعة والجماعة، وتعليمه العلم أفضل له بكثير من سياحته بين الوحوش في القفار والفلوات، وهل هذا إلا من أعظم الطعن عليه والعيب له" (٢).

الوجه الثامن: أن الأمة مجمعة على أن الذي يقول: أنا الخضر، لو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كذا وكذا، لم يلتفت إلى قوله ولم يحتج به في الدين إلا أن يقال إنه لم يأت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا بايعه، أو يقول هذا الجاهل إنه لم يرسل إليه وفي هذا من الكفر ما فيه.

والقول الحق الذي عليه أهل السُّنَّة والجماعة وسلف الأُمَّة بأنَّ الخضر نبيٌّ مرسلٌ من الله - عز وجل - ومات كما يموت بني آدم.


(١) سورة الإسراء: ٣٦.
(٢) المنار المنيف، ص ٧٣ - ٧٧.

<<  <   >  >>