للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مهتمًا بهذا الأمر" (١).

ولكن كيف دفع ابن عجيبة هذه الشكوك؟

لقد اتخذ من أقوال الشيوخ، والأولياء، والرؤى مصادر لصحة إلصاق نسبه بالبيت النبوي.

أ- قول شيخه الدرقاوي له: " ... وأنا (٢) قد خصَّني الله تعالى بخصوصية وهي أني مهما رأيت الشريف نعرفه من غيره، والله على ما نقول وكيل" (٣)، وعندما سأله ابن عجيبة: "يا سيدي هل وقفت على صحة نسبنا؟ فنظر إليَّ وقال: لا تشك ولقد هممت أن أكتب بصحة نسبكم على ظهر كتابك، يعني شرح الحكم" (٤).

ب- الرؤى، قال: "وقف عليَّ في النوم رجل بيده كتاب فقال: خذ تنظر ترجمة جدكم، ففتحت الكتاب فإذا فيه خط رائق، فجعلت أتصفح أوراقه لنقف على الترجمة، فكلَّمني فلما نظرت إليه قال لي: جدكم هو عبد الله بن عجيبة بن فلان بن فلان بن فلان، فما زال يذكر أسماء الأجداد إلى عمر بن إدريس" (٥).

ج- الخلاصة مما سبق أن ابن عجيبة يصل إلى قضية أشغلته قرابة سبعٍ وأربعين عامًا (٦) وهي: صحة تأكيد نسبه فهو يقول: "وقد كنت أتنكب الانتساب، وأتحرج منه في شهادتي وكتبي، لعدم تحقق ذلك حتى رأيت شيخنا وشيخه وهما:


(١) الفهرسة, ص ١٧.
(٢) شيخه الدرقاوي.
(٣) الفهرسة, ص ١٩.
(٤) الفهرسة, ص ٢٠.
(٥) الفهرسة, ص ١٩.
(٦) يتبيَّن هذا التحديد -والله أعلم- من خلال التالي: ١ - ولد سنة ١١٦١ هـ، ٢ - سلك الطريقة على يد شيوخه عام ١٢٠٨ هـ, ٣ - كتابتهما له أثناء المراسلة له فقوي اليقين بصحَّة النسبة.

<<  <   >  >>