للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(هو) تسير إلى مقام الأسرار اللطيفة الأصلية الجبروتية، و (الله) يشير إلى مقام الأنوار الكثيفة المتدفِّقة من بحر الجبروت، ووصفه تعالى بالأحدية والصمدية والتنزيه عن الولد والوالد يحتاج إلى استدلالٍ وبرهان، وهو مقام الإيمان، والأول مقام الإحسان" (١).

وقال أيضًا عند قول الله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (٢).

التوحيد على قسمين:

١ - توحيد البرهان: وهو إفراد الحق بالصفات والأفعال والذات من طريق البرهان.

٢ - توحيد العيان: وهو إفراد الحق بالوجود في الأزل والأبد (٣).

وقصده من المسمَّيات التي أطلقها على أقسام التوحيد قال: "وأما عالم الجبروت فهو البحر اللطيف الفياض الذي يتدفَّق منه أنوار الملكوت، وهو ما لم يقع التجلِّي من الكنز المصون، والسر المكنون" (٤)، وقال أيضًا: "عالم الجمع، وعالم القدرة، وعالم الملكوت، وعالم الأرواح، وعالم الغيب" (٥).

وهنا تلحظ تقسيمه للذات الإلهية، إلى الجبروتية، والملكوتية.

ثم قال: "والحاصل أنَّ الأشياء كلها قائمة بين ذاتٍ وصفات، بين حسٍّ ومعنى، بين قدرةٍ وحكمة، فستر الحق سبحانه معاني أسرار الذات اللطيفة بظهور الذوات الكثيفة، وستر المعنى اللطيف بالحسِّ الكثيف، وستر القدرة بالحكمة، والكل


(١) البحر المديد ٦/ ٥٣٦ - ٥٣٧.
(٢) سورة البقرة: ١٦٣.
(٣) معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ص ٥٦.
(٤) كشف النقاب عن سر الألباب، ص ١٨١.
(٥) المرجع نفسه، ص ١٨١.

<<  <   >  >>