للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القيامة: يا آدم فيقول: لبَّيك ربنا وسعديك، فينادي بصوت: إنَّ الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثًا من النَّار، قال: يا رب وما بَعثُ النار؟ قال: من كل ألفٍ -أراه قال تسعمائة وتسعة وتسعين ... » (١).

ثالثًا: الإجماع

فلقد أجمع أهل الإسلام على إثبات هذه الصفة لله، قال ابن حزم: "أجمع أهل الإسلام على أنَّ الله تعالى كلَّم موسى، وعلى أنَّ القرآن كلام الله، وكذا غيره من الكتب المنزلة والصحف" (٢).

والله - عز وجل - عاب على من عبد العجل؛ لأنه قد سُلب صفة الكلام، وهذا يدلُّ على أنَّ سلبها صفة نقص، والله - عز وجل - منزَّه عن صفة النقص، قال تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} (٣).

رابعًا: دلالة العقل الصريح وأهل اللغة على إثبات صفة الكلام

العقل الصريح يدلُّ على إثبات صفة الكلام لله - عز وجل - بصوتٍ وحرف؛ لأنَّ غير المتكلِّم موصوفٌ بالنَّقص، وعدم القدرة على الكلام نقصٌ في حقِّ كلِّ عاقل، والكلام ميزة، ونفيه نقص.

واتفق أهل اللغة على أنَّ الكلام يشتمل على اللَّفْظ والمعنى.

قال ابن فارس: "الكاف واللام والميم أصلان، أحدهما يدلُّ على نطقٍ مفهم، والآخر على جراح، فالأول: الكلام، ... والأصل الآخر: الكَلْم وهو الجرح" (٤).


(١) أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، ١/ ٤٠١، رقم ٧٤٨٣.
(٢) الفصل في الملل والأهواء والنحل ٣/ ١١.
(٣) سورة طه: ٨٩.
(٤) مقاييس اللغة ٥/ ١٣١.

<<  <   >  >>