للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* آراؤه في الصفات الاختياريَّة الفعليَّة:

صفة الاستواء:

وقع ابن عجيبة في هذه الصفة في محذورين باطلين:

أولهما: تأويل الاستواء بالاستيلاء.

ثانيهما: التفويض.

قال ابن عجيبة في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (١)، "استواء استيلاءٍ وإحاطة، حتى صار العرش غيبًا في إحاطة قهريته وأسرار ذاته" (٢).

وقال في موضعٍ آخر: "وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي أراد وبالمعنى الذي أراد" (٣).

ويعتقد أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ الله - عز وجل - مستوٍ على عرشه حقيقةً، استواءً يليق بجلاله، من غير تكييفٍ ولا تمثيل، ولا تحريفٍ، ولا تعطيل.

قيل للإمام أحمد "والله تعالى فوق السماء السابعة على عرشه، بائن من خلقه، وقدرته وعلمه بكلِّ مكان؟ قال: نعم، على عرشه لا يخلو شيءٌ من علمه" (٤).

وقال ابن خزيمة: "فنحن نؤمن بخبر الله - عز وجل - وأنَّ خالقنا مستوٍ على عرشه، لا نبدل كلام الله، ولا نقول قولًا غير الذي قيل لنا" (٥).

وقال القرطبي: "وقد كان السلف الأول - رضي الله عنهم - لا يقولون بنفي الجهة، ولا


(١) سورة الرعد: ٢.
(٢) البحر المديد ٣/ ٦.
(٣) مخطوط رسائل في العقائد ل/١، مخطوط تفسير الفاتحة الصغير ل/٣.
(٤) شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة ١/ ٤٠١.
(٥) التوحيد، ص ٦٨.

<<  <   >  >>