للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمَّا الباطل فهو تفسيره للإله بأنَّه واجب الوجود، خلافًا للمعنى الصحيح الذي دلَّت عليه النصوص وقرَّره علماء أهل السُّنَّة والجماعة، وهو أنَّ الإله بمعنى المعبود، يقال: أله يأله إلهةً وألوهيةً: بمعنى عبد عبادة (١).

ولا يُسلَّم له هذا التفسير؛ لتضمُّنه ما هو حقٌّ وباطل.

قال الشيخ البرَّاك: "الإخبار عن الله تعالى بأنَّه واجب الوجود يراد به أنَّ وجوده سبحانه لذاته، فيستحيل عليه العدم أزلًا وأبدًا، بخلاف المخلوق فإنه ممكن الوجود أو جائز الوجود، أي يجوز عليه الوجود والعدم، ووجوده لا لذاته، بل بإيجاد الله تعالى.

فالوجود نوعان: واجبٌ وممكن، فالأول: وجود الله تعالى، والثاني: وجود كل مخلوق سوى الله تعالى؛ لأنَّ كلَّ مخلوق مسبوق بالعدم، ويجوز أن يلحقه فناء "فالأشياء في حكم العقل ثلاثة: واجبٌ وممكنٌ وممتنع، فالواجب ما لا يقبل الحدوث ولا العدم، والممكن ما يقبل الوجود والعدم، والممتنع: ما لا يقبل الوجود" (٢).

ولفظ (واجب الوجود) لم يرد في كلام الله تعالى، ولا في كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وقد استحدثه الفلاسفة (٣) المتأخرون.

يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -: وأمَّا الكلام بلفظ (الواجب الوجود)، و (ممكن


(١) ينظر: دعوة التوحيد، خليل هراس، ص ٣٢.
(٢) شرح الرسالة التدمرية، ص ٩٦.
(٣) الفلاسفة: مفردها فيلسوف، والمقصود أنه عالم في الفلسفة يبحث في المبادئ الأولى للأشياء، وفي الأسباب القصوى، ويفسرها تفسيرًا عقليًّا، لذلك الفيلسوف يقدم العقل على النقل. ينظر: معجم اللغة العربية المعاصرة ٣/ ١٧٤٠.

<<  <   >  >>