للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} (١) " (٢).

فكم ضيع على نفسه من عبادة من هتف وتغنَّى بالبردة، ولو رسخ التوحيد في قلبه لقويت علاقته بالله - عز وجل - وقطع العلائق من دونه، وتبرَّأ من كل معبود سوى الله - عز وجل -، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} (٣).

وحذَّر الله - عز وجل - من مجاوزة الحد في الحق قال تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (٤).

قال ابن كثير في تفسيره: "أي: لا تجاوزوا الحد في اتباع الحق، ولا تطروا من أُمرتم بتعظيمه فتبالغوا فيه، حتى تخرجوه عن حيِّز النبوة إلى مقام الإلهية، كما صنعتم في المسيح، وهو نبيٌّ من الأنبياء، فجعلتموه إلهًا من دون الله، وما ذاك إلا لاقتدائكم بشيوخ الضلال، الذين هم سلفكم ممن ضلَّ قديمًا، {وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} أي: وخرجوا عن طريق الاستقامة والاعتدال، إلى طريق الغواية والضلال" (٥).


(١) سورة الفرقان: ٥٨.
(٢) تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ١/ ١٨٢، وينظر: تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس، ص ٢٥، ٤٥، ٥٨ - ٥٩، القول المفيد على كتاب التوحيد، ١/ ٢١٨، إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ١/ ٢٤١.
(٣) سورة الجن: ٢٣.
(٤) سورة المائدة: ٧٧.
(٥) تفسير القرآن العظيم ٣/ ١٥٩.

<<  <   >  >>