للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشامًا ويمنًا فكان من مذهبهم ... أنَّ الميزان حق، له كفَّتان، توزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئها" (١).

ومسألة وزن الأعمال أو الصحائف مسألة خلافية بين أهل العلم:

فمنهم من قال: إنَّ الذي يوزن صحائف الأعمال، وهذا القول وصف بالمشهور, ونسب إلى جمهور المفسِّرين، واختاره القرطبي (٢)، وابن الجوزي (٣)، وابن عطيَّة (٤)، والشوكاني (٥)، واستدلُّوا بحديث البطاقة المشهور (٦).

ومنهم من قال: إنَّ الذي يوزن الأعمال نفسها، وهذا ظاهر تبويب البخاري (٧)، وصحَّحه ابن حجر (٨)، وهو مفهوم كلام ابن تيمية (٩)، وابن رجب (١٠)، رحمهم الله.

واستدلوا بأحاديث منها:

قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كلمتان حبيبتان إلى الرَّحمن، خفيفتان على اللِّسان، ثقيلان في الميزان ... » (١١).


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة ١/ ١٩٧.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ٧/ ١٦٥ - ١٦٦.
(٣) زاد المسير ٣/ ١٧٠.
(٤) المحرر الوجيز ٥/ ٤٣٣.
(٥) فتح القدير ٢/ ٩٧.
(٦) تقدم، ص ٥٧١.
(٧) باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ} وأنَّ أعمال بني آدم وقولهم يوزن، ٦/ ٢٧٤٩.
(٨) فتح الباري ١٣/ ٦٧٢، قال: والصحيح أنَّ الأعمال هي التي توزن.
(٩) مجموع الفتاوى ٤/ ٢٠٣.
(١٠) جامع العلوم والحكم ٢/ ١٦، عند الحديث الثالث والعشرين.
(١١) أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب فضل التسبيح، ٤/ ٢٠١١، رقم ٦٤٠٦.

<<  <   >  >>