للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مطمئنة حين تطمئنُّ بشهود الحقِّ بلا واسطة، بل تستدلُّ بالله على غيره، فلا ترى سواه، فحينئذٍ ترجع إلى أصلها، وترُجع الأشياء كلها إلى أصولها، وهو القدم والأبد، فيتلاشى الحادث ويبقى القديم وحده، كما كان وحده" (١).

وقوله: إنَّ الروح جزءٌ من ذات الله، ثم انفصلت عنه هو في الحقيقة عقيدة فلسفية أفلاطونية، تأثَّر بها ابن عجيبة وغيره من الصوفية (٢)، وهي كما قال التفتازاني (٣): "ونحن نجد فكرتهم هذه تشبه فكرة الفيلسوف اليوناني أفلاطون (٤) في أنَّ النفس الإنسانية كانت موجودة من قبل عالم آخر غير هذا العالم، وذلك قبل أن تهبط إلى البدن، حيث كانت في صحبة الآلهة، ومتحققة بمعرفة المثل، وأنَّ معرفتها بالمثل بعد حلولها في البدن عبارة عن تذكُّر للمعرفة السابقة لها في صحبة الآلهة" (٥).


(١) البحر المديد ٧/ ١٨٧.
(٢) ينظر: التصوف كوعي وممارسة، ص ٢٠٧.
(٣) مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني الشافعي، سعد الدين، ولد بتفتازان سنة ٧١٢ هـ، من مصنفاته: تهذيب المنطق، مقاصد الأدلة، مات سنة ٧٩١ هـ بسمرقند. ينظر: الدرر الكامنة ٤/ ٣٥٠، بغية الوعاة ٢/ ٢٨٥.
(٤) أفلاطون: فيلسوف يوناني من أثينا، تلميذ سقراط، أنشأ مدرسة على أبواب أثينا سُمِّيت بالأكاديمية نسبة إلى بستان أكاديموس الذي تطلُّ عليه، وأقام فيها معبدًا وجعلها جمعية دينية علمية، توفي سنة ٤٢٧ قبل الميلاد. ينظر: تاريخ الفلسفة اليونانية، يوسف كرم، ص ٦٢.
(٥) ابن عطاء الله السكندري وتصوفه، ص ١٥٨.

<<  <   >  >>