للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بهذه الآية على أنَّ النَّار موجودة الآن؛؛ لقوله: {أُعِدَّتْ} أي: أُرْصِدت وهُيِّئت" (١).

والأحاديثُ مستفيضةٌ بذلك.

أمَّا أقوال العلماء في صِحَّة هذا القول فهي مقرَّرةٌ في كتبهم.

قال الطحاوي - رحمه الله -: "والجنَّة والنَّار مخلوقتان، لا تفنيان أبدًا ولا تبيدان، فإنَّ الله تعالى خلق الجنَّة والنَّار قبل الخلق، وخلق لهما أهلًا، فمن شاء منهم إلى الجنَّة فضلًا منه، ومن شاء منهم إلى النَّار عدلًا منه، وكلٌّ يعمل لما قد فرغ له، وصائر إلى ما خلق له، والخير والشر مقدَّران على العباد" (٢).

وقال الآجري - رحمه الله -: "كتاب الإيمان والتصديق بأنَّ الجنَّة والنار مخلوقتان، وأنَّ نعيم الجنَّة لا ينقطع عن أهلها أبدًا، وأنَّ عذاب النَّار لا ينقطع عن أهلها أبدًا" (٣).

وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - (٤): "وهما مخلوقتان الآن؛ لقوله تعالى في الجنة: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} وفي النار: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}، والإعداد التهيئة، ولقوله، - صلى الله عليه وسلم - حين صلَّى صلاة الكسوف: «إنِّي رأيت الجنة، فتناولت منها عنقودًا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النَّار، فلم أر كاليوم منظرًا قط أفظع» (٥)، (٦).


(١) تفسير القرآن العظيم ١/ ٢٠٢.
(٢) متن العقيدة الطحاوية، ص ٥٠.
(٣) الشريعة ٣/ ١٣٤٢.
(٤) هو: أبو عبد الله، محمد بن صالح بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن مقبل، من آل مقبل، من آل ريِّس الوهيبي التميمي، ولد في عنيزة سنة ١٣٤٧ هـ، وتعلم القرآن على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ - رحمه الله -، ومن شيوخه: الشيخ عبد الرحمن السعدي، والشيخ عبد العزيز بن باز، له مؤلفات منها: الشرح الممتع على زاد المستنقع، وشرح العقيدة الواسطية وغيرها، توفي عام ١٤٢١ هـ. ينظر: الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين، ص ١٤٢، ابن عثيمين الإمام الزاهد، ص ٢٩٦.
(٥) مجموع فتاوى ورسائل العثيمين ٥/ ٧٠.
(٦) أخرجه البخاري، كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف جماعة، ١/ ٣٣١، رقم ١٠٥٢.

<<  <   >  >>