للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - وقال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (١).

قال السَّعدي - رحمه الله -: "وإنَّ الإيمان، والأخوَّة الإيمانية، لا تزول مع وجود القتال كغيره من الذنوب الكبار، التي دون الشرك، وعلى ذلك مذهب أهل السُّنَّة والجماعة" (٢).

ب أدلة السُّنَّة على ذلك:

٤ - عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله - عز وجل -، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كُفَّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه، فبايعناه على ذلك» (٣).

٥ - وقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله يدني من المؤمن فيضعُ عليه كنفهُ (٤) ويستُرُه فيقول: أتعرفُ ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي ربِّ حتى إذا قرَّرهُ


(١) سورة الحجرات: ٩.
(٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ١/ ٨٠٠.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار ١/ ٢٢، رقم ١٨، ومسلم، كتاب الحدود، باب الكفارات لأهلها ٣/ ١٣٣٣، رقم ١٧٠٩.
(٤) كنفه: رعاه وحفظه، وهو في حرزه وظله يكنفه بالكلاءة وحسن الولاية. ينظر: العين ٥/ ٣٨١، لسان العرب ٩/ ٣٨٠.

<<  <   >  >>