للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك كونه بمنزلة إنسان العين من العين، ولا يعرف ذلك إلا من له قسط ونصب من سرِّ البقاء بالله" (١).

ويرى أنَّ الأولياء يتصرفون في الكون فهو يقول عن نفسه: "رأيتُ في المنام قائلًا يقول لي: الليلة أُعطي سيِّدي أحمد بن عجيبة يتصرف في الكون، أو في الوجود" (٢).

وكلامه مخالفٌ للكتاب والسُّنَّة، ولما قرَّره أهل السُّنَّة والجماعة في مراتب الأولياء.

قال ابن تيمية - رحمه الله -: "وأولياء الله على طبقتين:

سابقون مقربون.

وأصحاب يمين مقتصدون.

ولقد ذكرهم الله - عز وجل - في عدة مواضع من كتابه العزيز قال تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (٣) فهذا تقسيم الناس إذا قامت القيامة الكبرى التي يجمع الله فيها الأولين والآخرين ... وقد ذكر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عمل القسمين في حديث الأولياء فقال: «يقول الله تعالى: من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرَّب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيءٍ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته».


(١) معراج التشوف، ص ٨٠.
(٢) الفهرسة، ص ٦٩.
(٣) سورة الواقعة: ١ - ١٢.

<<  <   >  >>