للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا مفاده إنكار صفة الربوبية، قال ابن تيمية - رحمه الله -: "إن عندهم أن الله ليس رب العالمين، ولا مالك الملك، إذ ليس إلا وجوده، وهو لا يكون رب نفسه، ولا يكون الملك المملوك هو الملك المالك، وقد صرَّحوا بهذا الكفر مع تناقضه، وقالوا: إنه هو ملك الملك، بناءً على أنَّ وجوده مفتقر إلى ذوات الأشياء، وذوات الأشياء مفتقرة إلى وجوده، فالأشياء مالكة لوجوده، فهو ملك الملك" (١).

٢ - الفناء، "وهو محو الرسوم والأشكال بشهود الكبير المتعال" (٢).

ومراد القوم بهذا المصطلح وحدة الوجود، وهو الفناء عن وجود السوي (٣)، قال ابن عجيبة: "إذا قال الفقير -أي الصوفي- أنا من أهوى ... ومن أهو ى أنا (٤)، قبل تحقق فنائه، فما أبعده عن الصواب، وإذا تحقق فناؤه فلا يقوله إلا مع يُصدِّقه في حاله، وإلا تعرض لقتله" (٥).

يقول ابن القيم - رحمه الله -: "فأمَّا الفناء عن وجود السوي، فهو فناء الملاحدة القائلين بوحدة الوجود، وأنه ما ثَمَّ غير، وأنَّ غاية العارفين والسالكين الفناء في الوحدة المطلقة، ونفي التكثُّر، والتعدد عن الوجود بكلِّ اعتبار، فلا يشهد غيرًا أصلًا، بل يشهد وجود العبد عين وجود الرَّب، بل ليس عندهم في الحقيقة ربٌّ وعبد" (٦).


(١) مجموع الفتاوى ٢/ ٢٤٩.
(٢) معراج التشوف، ص ٥٣.
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى ٢/ ٣٦٩ - ٣٧٠.
(٤) ديوان الحلاج، ص ٤٧.
(٥) الفتوحات الإلهية، ص ٣٦٧.
(٦) مدارج السالكين ١/ ١٧٤.

<<  <   >  >>