- عبد الحفيظ، كان صوفيًّا عالمًا، استقر بمدينة طنجة، وكان ذا وجاهة لدى الخاصة والعامة من الناس، وكثيرًا ما كان يرفع صوته بالهيللة في الطريق، اشتغل بالإمامة والتدريس طوال حياته إلى أن توفي عام ١٣٥٣ هـ/ ١٩٣٤ م، وقد زوج ابنته الزهراء لابن أخته فاطمة الشيخ محمد بن الصديق الذي علا صيته وقدره بفضل هذه المصاهرة.
أمَّا عبد القادر بن أحمد بن عجيبة، فقد ولد قبل وفاة أبيه بستة أشهر، ولهذا كان بحاجة إلى من يرعاه رعاية تامة وتربية صالحة، وهو ما تحمَّله الشيخ أبو الحسن علي اللغميش القائم بوظيفة الطريقة بعد وفاة أحمد بن عجيبة، وهكذا سهر على تربية عبد القادر إلى أن بلغ سنًّا يؤهِّله للإمساك بزمام الطريقة، فأصبح عالمًا مربيًا نَهَجَ نهْجَ أبيه في العض على مبادئ الدرقاوية والالتزام بها بشدة، وقد كان له عدد لا يُحصى من الأتباع والمريدين سواء في قبيلة أنجرا أو في قبيلتي غمارة وبني سعيد، وكان محترمًا من طرف الحُكَّام والسُّلطان، حتى إنَّ الملك الحسن الأول عندما زار مدينة تطوان في موكب رسمي سأل عنه فَقُدِّم إليه ومعه اثنان من فقراء الطريقة، يحملان تفسير والده "البحر المديد في تفسير القران المجيد"، فلما مثل بين يديه سلم إليه التفسير هدية وسلم إليه السُّلطان كيسين من النُّقود الحسنيَّة، فأخذهما الشيخ عبد القادر منه وسلمهما لوليِّ العهد آنذاك مولاي عبد العزيز الذي كان حاضرًا مع أبيه، فقال له الملك الحسن الأول:"والله لم أر زاهدًا وصالحًا مثل هذا"، وقد تزوَّج عبد القادر بن عجيبة عدة مرات وخلَّف حوالي أربعين من الأبناء، من بينهم خمسة ذكور كانوا علماء منهم:
- تاج الدين، وكان مقيمًا بتازة ونواحيها مدرِّسًا، وقد قضى بها أكثر من أربعين