قال لنا أبُو عبدِ الله: قلتُ له: مَن مُحمَّدُ بنُ عبدِ الله؟ فأَثنَى عليه. قلتُ: فمَن المالِينِيُّ الطَّيرُ الذي رَواه عنه؟ قال: لا يُعرَف. قلتُ: فمُحمَّدُ بنُ أَشرَس أعرفه أنا حقَّ المَعرِفَة، هو مترُوكُ الحديث.
قال أبو عبد الله: سمعتُ أبا عبد الله مُحمَّدَ بنَ يعقُوبَ الحافظَ، وسُئل عن حديثٍ لابن أشرَسَ، فقال: لا تَحلُّ الرِّوايةُ عنه.
ورَوى بإسنادٍ مُظلِمٍ عن إبراهيمَ بن رُستُمَ، عن أبي عِصْمَةَ نُوْحِ بن أبي مَريَم، عن الفَضل بن عطيَّة، عن أبي الزُّبير، عن جابرٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
وإبراهيمُ بنُ رُستُمَ، ونُوحُ بنُ أبي مَريَم، لهما من الأَفراد والمُنكَرات ما يُوجِب تركَ الاحتجاجِ برِوَايَتِهما. كيف وفي صِحَّة هذه الرِّواية عَنهُما مقالٌ، لجَهَالة الرَّاوي عن إِبراهِيمَ؟
وكان مُحمَّدُ بنُ سِيرِينَ يقُولُ: هذا الحديثُ دِينٌ فانظُرُوا عن من تَأخُذُون دِينكم" انتهَى.
وتابَعَهُما أيضًا صالحُ بنُ حيٍّ، فرواه عن أبي الزُّبَير، عن جابرٍ، مرفُوعًا بهذا.
قال البَيهَقِيُّ (ص ١٥٦ - ١٥٧): "والعَجَبُ، أن بعضَ مَن جَمَع في هذه المسألة أخبارًا تُوافِقُ مَذهَبه، رَوَى مُتابَعةً لجابرٍ الجُعفِيِّ في روايته عن أبي الزُّبَير، حديثًا عن عبدِ الله بن يُوسُف الأصبَهَانِيِّ، عن أحمدَ بن أبي عِمران الهَرَوِيِّ، عن أبي جَعفَر مُحمَّد بن عليِّ بن مُحَمَّدٍ المَروَزِيِّ، عن سعيدِ بن مسعُودٍ، عن إسحاقَ بن منصُورٍ السَّلُوْلِيِّ، عن الحَسَن بن