٢٥٢ - سَألَنِي سائل، فقال: سمعتُ بعص الشُّيُوخ يروي حكايةً، عن بعض العُلماء، أنَّهُ كان يَروِي حديث:"مَن كانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ"، فمات هذا العالِم عِند ذكر لَفظِ الجَلالة، فَهَل هذا صحيحٌ؟
• قلتُ: هذه القِصَّةُ صحيحةٌ.
وقد وَقَعَت لعالِمٍ، مِن أكبر عُلماء الحديث في زَمَانِه، وهو عُبَيدُ الله بن عبد الكَريمِ، المعرُوف بـ "أبي زُرعَةَ الرَّازِيِّ"، رَحِمَهُ اللهُ وَرَضِيَ عَنهُ.
وهذه القِصَّةُ أخرَجَهَا ابنُ أبي حاتمٍ في "مُقدِّمَة الجرح والتَّعديل"(ص ٣٤٥ - ٣٤٦)، والخَلِيليُّ في "الإرشاد"(ص ٦٧٧ - ٦٧٨)، والحاكمُ في "عُلوم الحديث"(ص ٧٦)، والبيهقيُّ في "الشُّعَب"(ح ٦/ رقم ٩٢٣٧)، وابنُ عساكر في "تاريخ دمشق"(١٠/ ٦٩٩ - ٧٠٠)، وابنُ البَنَّاء في "فضلُ التَّهليل وثوابُهُ الجزيل"(٤٩)، والشَّجَرِيُّ في "الأمالي"(١/ ١٣) مِن طريق مُحمَّد بن مُسلِم بن وَارَةَ الرَّازِيِّ، قال: حَضَرتُ مع أبي حاتمٍ الرَّازِيِّ مُحمَّدِ بن إدريس عند أبي زُرعَةَ الرَّازِيِّ، وهو في النَّزْع - يعني: في سِياقَة الموت -، فقُلتُ لأبي حاتمٍ:"تَعَالَ، حَتَّى نُلَقِّنَهُ الشَّهَادَة"، فقال أبو حاتمٍ: "إِنِّي لأستَحيِي من أبي زُرعَة أن أُلَقِّنَهُ الشَّهادة، ولَكِن تعال حتَّى نَتَذَاكَر