٣١١ - سألني سائلٌ، فقال: قرأتُ في تفسير "مفاتيح الغيب" للفخر الرَّازِيِّ، في أثناء تفسيره لسُورة يُوسُف، قولَه:"واعلم! أنَّ بعض الحَشْويَّة رَوَى عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قال: "ما كَذَبَ إبراهيمُ - عليه السلام - إلَّا ثلاثَ كِذباتٍ"، فقلتُ: "الأَوْلَى أن لا نَقبَل مِثل هذه الأخبار"، فقال على طريق الاستنكار: "فإن لم تَقبلْهُ، لَزِمَنَا تكذيبُ الرُّوَاة؟ "، فقلتُ له: "يا مسكينُ! إن قَبِلنَاه لَزِمَنا الحُكمُ بتكذيب إبراهيم - عليه السلام -، وإن رَدَدنَاه لزمنا الحُكمُ بتكذيب الرُّواة، ولا شكَّ أن صون إبراهيمَ - عليه السلام - عن الكَذِب أَولَى من صَونِ طائفةٍ من المجاهيل عن الكَذِب" انتهى كلامُ الفخر الرَّازيِّ.
وسؤالي: هل ما قاله الفخرُ صحيحٌ؟ مع أنَّني أعلمُ أنَّ الحديث صحيحٌ، وهو في البُخاريِّ على ما أذكر.
• قلتُ: اعلم أيُّها السَّائل، أيَّدك الله، أنَّ الجواب من وُجُوهٍ:
* * الوجهُ الأوَّل ..
أنَّهُ من المُتَّفَق عليه عند سائر العُقَلاء، أنَّه يُرجَع في كُلِّ علمٍ إلى أهله، ويُقضَى لَهُم على غيرِهم، فيُقضَى للمُحدِّثين في الكلام على الأحاديثِ،