تصحيحًا وتضعيفًا، ويُقضَى للفُقهاء في الفقه، وللنُّحاة في النَّحو، وهكذا. فإذا علمنا ذلك، فيَنبَغِي أن لا يُقبَل كلامُ الفخر الرَّازِيِّ في الحُكمِ على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا، لأنَّهُ مُزْجَى البِضاعة في الحديث، تامُّ الفقر في هذا الباب. وقد قضَى الرَّجلُ حياتَه في مُحارَبة السُّنَنَ، ووضعِ الأُصول الفاسِدَة لردِّها، وقد اعتَرَف في آخر حياتِه بنَدَمِه على عُمرِه الذي أنفقه في هذا الخَطَل.
قال الذَّهَبيُّ في "سير النُّبلاء"(٢١/ ٥٠١): "وقد بَدَت مِنهُ في تواليفه بلايا، وعظائمُ، وسحرٌ، وانحرافاتٌ عن السُّنَّة، واللهُ يعفو عنه، فإنَّهُ تُوُفِّي على طريقةٍ حميدةٍ، والله يتولَّى السَّرائر".
* * الوجه الثَّاني ..
أنَّ الحديثَ صحيحٌ، لا ريب فيه.
وقد وَرَد عن أبي هُريرَة، وأنَس بن مالكٍ، وأبي سعيدٍ الخُدْريِّ، وغيرِهِم.
* أمَّا حديث أبي هُريرَة ..
فيرويه عنه اثنان:
أوَّلهما: الأعرج عنه مرفُوعًا: "لَم يَكذِب إبراهيمُ إلَّا ثلاث كِذباتٍ: قولُه حين دُعِي إلى آلهتهم: {إِنِّي سَقِيمٌ}[الصافات: ٨٩]، وقولُه:{فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}[الأنبياء: ٦٣]، وقولُه لسارَّة: إنَّها أُختِي، - قال: - ودَخَل إبراهيمُ قريةً فيها مَلِكٌ من الملوك - أو: جبَّارٌ من الجبابرة -، فقيل: دخل إبراهيمُ اللَّيلة بامرأةٍ مِن أحسن النَّاس. - قال: - فأرسَلَ إليه المَلِك - أو: