٥٣ - سُئلتُ عن حديث:"إِنَّ الله يُؤَيِّدُ هَدا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ".
• قلتُ: هذا حديثٌ صحيحٌ.
يرويه أبو هُريرَةَ - رضي الله عنه - قال: شهِدنَا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ خيبَرَ، فقال - يعنِي لرجُلٍ يُدعَى بالإسلام -: "هذا مِن أهلِ النَّار"، فلمَّا حضرْنا القتالَ قاتلَ الرَّجُلُ قتالًا شديدًا، فأصابتهُ جِراحَةٌ، فقيل:"يا رسُول الله الرُّجُلُ الذي قلتَ له: إنَّه من أهل النَّار، فإنَّه قاتل اليومَ قتالًا شديدًا، وقد ماتَ"، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إلى النَّار! "، فكاد بعضُ النَّاس أن يرتابَ، فبينما هُم كذلك إذ قيل:"فإنَّه لم يَمُت، ولكن به جِراحٌ شديدٌ"، فلمَّا كان من اللَّيل لم يَصبِر على الجِراح فقتل نفسَهُ، فأُخبِرَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"اللهُ أكبرُ! أشهدُ أنِّي عبدُ الله ورسُولُهُ! "، ثُمَّ أمر بلالًا فنادَى في النَّاس:"إنَّه لا يدخُلُ الجنّة إلَّا نفسٌ مُسلِمةٌ، وإنَّ الله يُؤيِّدُ هذا الدِّين بالرَّجُل الفاجِر".
أخرَجَهُ عبدُ الرَّزَّاق في "المُصنَّف"(ج ٥/ رقم ٩٥٧٣)، ومن طريقه البُخارِيُّ في "الجهاد"(٦/ ١٧٩)، وفي "القَدَر"(١١/ ٤٩٨ - ٤٩٩)، ومُسلِمٌ في "الإيمان"(١١١/ ١٧٨)، وأبُو عَوانَةَ (١/ ٤٦)، وأحمدُ (٢/ ٣٠٩)، وابنُ حِبَان (٤٥١٩)، وابنُ مَندَهْ في "الإيمان" (١٦٣،