٦٦ - سُئلتُ: هل صحَّ أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال في مُعاويةَ بن أبي سُفيان:"لَا أَشبَعَ اللهُ بَطنَهُ"؟
• قلتُ: نعم!
فقد أَخرج مُسلِمٌ (١٦/ ١٥٥ - ١٥٦ - شرح النَّوَويِّ)، وأحمدُ (١/ ٢٤٠، ٢٩١، ٣٣٥، ٣٣٨)، والطَّيالسيُّ (٢٧٤٦)، والعُقيليُّ في "الضُّعفاء"(٣/ ٢٩٩) من طريق أبي حَمزَة القصَّابِ، عن ابن عبَّاسٍ، قال: كُنتُ ألعَبُ مع الصِّبيان، فجاء رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فتوَارَيتُ خلف بابٍ، - قال: - فجاءَ فحَطَأَنِي حَطْأَةً، وقالَ:"اذهب! وادعُ لي مُعاويةَ"، - قال: - فجِئتُ، فقُلتُ:"هُو يأكل"، - قال: - ثُمَّ قال لي:"اذهب! فادعُ لي مُعاوية"، - قال: - فجِئتُ، فقُلتُ:"هُو يأكل"، فقال:"لا أَشبَعَ اللهُ بطنَه".
قال الحافظ الذَّهبيُّ في "تَذكِرة الحُفَّاظ"(٢/ ٦٩٩): "لعلَّ هذِهِ مَنقبَةٌ لمُعاوية".
• قلتُ: ووَجهُ الاستدلالُ بهذا الحديثِ على فَضل مُعاوِية - رضي الله عنه - أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لأُمِّ سُليمٍ:"أَوَمَا عَلِمتِ ما شارَطتُ عَلَيه رَبِّي؟ قُلتُ: اللَّهُمَّ! إِنَّما أنا بشَرٌ، فأيُّ المُسلمين لعنتُهُ، أو سَبَبتُه، فاجعله لَهُ زكاةً وأجرًا"، وهذا ما فَهِمه أئمَّةُ السَّلَف، كمُسلمٍ، والذَّهبيِّ وغيرِهما.