للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧ - سُئلتُ عن حديث: "العَمَلُ عِبَادَةٌ".

• قلتُ: هذا الحديثُ لا أصلَ له.

ولعلَّ مستنَدَ هذا القول هو ما يتداوله العوامُّ، مِن أن رجلًا كان يَتعبَّد في المسجد ليلَ نهارٍ، وله أخٌ يُنفِقُ عليه، فرآه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: "مَن يُنفِق عليك؟ "، قالَ: "أخي"، قال: "أخوك أَعبَدُ منك".

وهذا باطلٌ، لا أصل له في شيءٍ مِن كُتب السُّنَّة المعتبَرة.

بل يُبطِله ما: أخرجه التِّرمذيُّ (٢٣٤٥)، والحاكمُ (١٠/ ٩٣ - ٩٤)، والسَّهميُّ في "تاريخ جُرجَان" (٥٤٢)، وابنُ عبدِ البَرِّ في "جامع العلم" (١/ ٥٩) من طريقِ حمَّاد بن سَلَمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: كان أَخَوان على عهد النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فكان أحدُهما يأتِي النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، والآخَر يحتَرِفُ - يَعنِي: يَعملُ -، فشكَى المحترفُ أخاه إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: "لعلَّك تُرزَقُ به".

قال التِّرمذيُّ: "حسنٌ صحيحُ".

وقال الحاكمُ: "صحيحٌ على شرط مُسلِم، ورواتُهُ عن آخرِهِم أثباتٌ ثقاتٌ"، ووافقَهُ الذَّهبيُّ، وهو كما قالوا.

وليس في هذا الحديث أيضًا ما يتَّكئُ عليه العاطلون، فقد تتابعت الأحاديث في الحضِّ على العمل، والنَّهيِ عن السُّؤال.

وبيانُ عدم التَّعارض بين الأحاديث يحتاجُ إلى مَقامٍ آخرَ.