٣٣٤ - سألني سائلٌ، فقال: سمعتُ في خُطبة الجُمُعة وصيَّةَ الخَضِر لموسى، فهل صحَّت؟ وما نصُّها؟
• قلتُ: هي وصيَّةٌ باطلةٌ موضوعةٌ، لا يَشكُّ في ذلك من له أدنى إلمامٍ بالحديث.
فأخرج هذا الحديثَ الطَّبَرانيُّ في "الأوسط"(٦٩٠٨)، وابنُ عَدِيٍّ في "الكامل"(٣/ ١٠٧٢) من طُرُقٍ عن زكريَّا بن يحيى الوَقَارِ، قال: قُرئ على عبد الله بن وهبٍ وأنا أسمعُ، قال الثَّوْريُّ، قال مُجالِدٌ، عن أبي الوَدَّاكِ، قال: قال أبو سعيدٍ الخُدريُّ: قال عُمَرُ بن الخطَّاب، قال رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال أخي مُوسى - عليه السلام -: "يا ربِّ! أَرِنِي الذي كُنتَ أريتني في السَّفينة"، فأوحَى اللهُ إليه: "يا موسى! إنَّك ستراه"، فلم يَلبَث إلَّا يَسيرًا، حتَّى أتاه الخَضِرُ، وهو طيِّبُ الرِّيح، حَسَنُ بياض الثِّياب، فقال: "السَّلامُ يا مُوسَى بنَ عِمرانَ! إنَّ ربَّك يَقرأُ عليك السَّلامَ ورحمةَ الله"، قال مُوسَى: "هو السَّلامُ، ومنه السَّلامُ، وإليه السَّلامُ، والحمدُ لله ربِّ العالمين، الذي لا أُحصِي نعمَهُ، ولا أَقدِرُ على شُكرِه إلَّا بِمَعُونَتِه"، ثُمَّ قال مُوسَى: "أُرِيدُ أن تُوصِينِي بوصيَّةٍ، يَنفَعُني اللهُ بها بعدَك"، فقال الخَضِرُ: "يا طَالِب العِلم! إنَّ القائل أقلُّ ملالةً من المُستَمِع، فلا تُملَّ جُلساءَك إذا