١٧ - سُئلتُ عن حديث:"اهتَزَّ العَرشُ لِمَوتِ سَعدِ بن مُعَاذٍ حَتَّى تَفَسَّخَت أَعوَادُهُ"، هل صحَّ هذا الحديثُ؟ ونحنُ نعلمُ قدرَ عَظَمَة العرش. وهل تفسَّخت أعواده لمَّا اهتزَّ؟!
• قُلتُ: أمَّا أن العرش تفسَّخت أعوادُه، فهذا حديثٌ منكَرٌ بهذا اللَّفظ.
أخرَجَه ابنُ سعدٍ في "الطَّبقات"(٣/ ٤٣٣)، وابنُ أبِي شيبة (١٢/ ١٤٢ - ١٤٣)، والبزَّارُ (ج/ رقم ٢٦٩٧)، وابنُ أبي حاتمٍ في "تفسيره"(١١٩٩٣) ببعض اختصارٍ، والحاكم (٣/ ٢٠٦) من طريق مُحمَّد بن فُضيلٍ، حدَّثنا عطاءُ بنُ السَّائب، عن مجاهدٍ، عن ابن عُمَر، قال: اهتزَّ العرش لحُبِّ لقاء الله سعدَ بن معاذٍ، قال: فقال: إنَّما يعني: السَّريرَ؛ {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}[يوسف:١٠٠]، قال: تفسَّخَت أعوادُه. - قال: - ودَخَل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قبرَه فاحتُبِس، فلمَّا خرج قيل له: يا رسول الله! ما حَبَسَكَ؟ قال:"ضُمَّ سعدٌ في القبر ضمَّةً، فدعوتُ الله، فكَشَف عنه".
ورأيتُ مُحمَّدَ بنَ عثمانَ بن أبي شيبةَ في "كتاب العرش"(٤٩) روَى هذا الحديثَ عن عمِّه أبي بكرٍ بن أبي شيبةَ بهذا الإسناد، لكنَّه رَفَعَ أوَّله، ولم يقل:"إنَّما يعنِي السَّرير … الخ".
ولا أدري كيفَ هذا، وهذا القدرُ عند ابن أبي شيبة في "المُصنَّف" موقوفٌ؟!