للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثمَّ خَطَر لي أن يكون هذا وقع من مُحمَّدِ بن عُثمان بن أبي شيبَةَ لأنَّه روَى الحديثَ هكذا، قال: حدَّثَنا يحيَى بنُ عبد الحميد، حدَّثَنا عبدُ السَّلام بنُ حربٍ (ح) وحدَّثَنا عمِّي أبو بكرٍ، حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ فُضيلٍ. جميعًا عن عطاءِ بن السَّائب، عن مُجاهدٍ، عن ابن عُمر مرفُوعًا: "اهتزَّ العرشُ لحبِّ لقاء الله سعدًا".

فحَمَل مُحمَّدُ بنُ عثمانَ روايةَ ابن فُضيلٍ الموقوفةَ على روايةِ عبدِ السَّلام المرفوعةِ. والله أعلم.

قال البزَّار: "هذا الحديثُ بهذا التَّفسير لا نعلمُه إلَّا عن ابن عُمَر".

• قلتُ: هذا مُتعَقَّبٌ بما أخرجه البُخاريُّ (٧/ ١٢٣) وغيرُهُ، عن أبِي صالحٍ، عن جابرٍ، مرفوعًا: "اهتزَّ العرشُ لموت سعدٍ"، فقال رجل لجابرٍ: "فإنَّ البراءَ يقولُ: اهتزَّ السَّريرُ؟ "، فقال: "إنَّه كان بين هذينِ الحيَّينِ ضغائنُ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "اهتزَّ عرشُ الرَّحمن لموت سعدِ بن مُعاذٍ".

فيُؤخَذ من هذه الرِّواية أن البراءَ بنَ عازبٍ - رضي الله عنه - كان يُفسِّر "العرش" بأنَّه "السَّرير"، أي "النَّعشَ"، فردَّهُ جابرُ بنُ عبدِ الله ردًّا واضحًا لمَّا أضاف العرش إلى "الرَّحمن" جلَّ وعلَا، ثمَّ لو كان "العرشُ" هو "النَّعش" لَمَا كان فيه أيَّةُ منقَبةٍ؛ فكُلُّ "نعشٍ" يهتزُّ بمن فيه.

لكنِ الشَّأنُ في ثبوت هذا التَّفسير عن ابن عُمَر، وهو لا يَثبُت بهذا الإسناد؛ فإنَّ مُحمَّدَ بنَ فُضيلٍ كان ممَّن سمِع من عطاءِ بن السَّائب في الاختلاط، فوقَعَت في روايته عنه أغلاطٌ واضطرابٌ، كما قال أبُو حاتمٍ