أخرجه البُخاريُّ (٦/ ٣٣١، و ١٣/ ٤٨)، ومُسلمٌ (٨٩٨٩/ ٥١)، وأحمدُ (٥/ ٢٠٥، ٢٠٧، ٢٠٩) وغيرُهُم من طُرُقٍ عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، قال: قيل لأُسامة بن زيدٍ: لو أتيتَ فلانًا، فكلَّمتَه؟ قال: إِنَّكُم لَتَرَونَ أَنِّي لا أُكلِّمُه إلَّا أُسمِعُكُم! إِنِّي أُكلِّمُه في السِّرِّ دُون أن أفتح بابًا، لا أكونُ أوَّلَ من فَتَحه، ولا أقولُ لرجُلٍ - إن كان عَلَيَّ أميرًا - إِنَّه خيرُ النَّاسِ، بعدَ شيءٍ سمعتُهُ من رسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم -. قالُوا: وما سَمِعتَه يقول؟ قال: سَمِعتُه يقول: "يُجاء بالرَّجُل يوم القِيامة، فيُلقَى في النَّارِ، فتَندَلِقُ به أقتابُه، فيَدُورُ بها في النَّار، كما يدُورُ الحِمارُ برَحَاهُ، فيطيفُ به أهلُ النَّار، فيقُولُون: يا فُلان! ما أَصابَكَ؟! أَلم تَكُن تأمُرُنا بالمعروف، وتنهانا عن المُنكَر؟! فيقول: كُنتُ آمرُكم بالمعرُوف ولا آتيه، وأنهاكُم عن المُنكَر وآتيه".