٢٤١ - سُئلتُ: هل صحيحٌ ما ذكره الحافظُ جلالُ الدِّين السِّيُوطيُّ في "كتاب الحاوي" أن حديث: "أَبِي وَأَبُوكَ فِي النَّارِ" من جُملة الأحاديث الضَّعيفة، بِرَغْمِ أن مُسلِمًا رواه في "صحيحه"؟
• قلتُ: نعم!
فقد أَورَدَ السِّيُوطِيُّ في "مَسَالِك الحُنَفَا في وَالِدَيْ المُصطَفَى"(٢/ ٤٣٥ - ٤٣٢) سُؤالًا، في مسألة إيمان وَالِدَي النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال. "فَإِن قُلتَ: بَقِيَت عُقدَةٌ وَاحِدَةٌ، وهي ما رَوَاهُ مُسلِمٌ عن أنَسٍ، أن رجُلًا قال: "يا رسُول الله، أين أبي؟ "، قال: "فِي النَّارِ"، فلمَّا قفَّى، دعاه، فقال: "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ". وحديثُ مُسلِمٍ، وأبي داوُد، عن أبي هُريرَة، أنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - استَأذَنَ في الاستغفار لأُمِّه، فلَم يُؤذَن لَهُ، فاحلُل هذِه العُقدَة. قلتُ: على الرَّأس والعَينِ! والجَوَابُ: أن هذه اللَّفظةَ، وهي قولُه: "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ" لَم يَتَّفِق على ذكرها الرُّواةُ، وإنَّما ذَكَرَها حَمَّادُ بنُ سَلَمة، عن ثابتٍ، عن أنَسٍ، وهيَ الطَّريقُ التي رواه مُسلِمٌ منها. وقد خالَفَهُ مَعمَرٌ، عن ثابتٍ فلم يَذكُر: "إِنَّ أَبِي وأَبَاكَ فِي النَّارِ"، ولكن قال: "إِذَا مَرَرتَ بِقَبرِ كَافِرٍ فَبَشِّرهُ بِالنَّارِ"، وهذا اللَّفظُ لا دَلَالَةَ فيه على والدِه - صلى الله عليه وسلم - بأمرٍ البتَّة، وهو أَثبَتُ من حيث الرِّواية؛ فإنَّ